الأحد، 8 نوفمبر 2009





:وعــــد القاســم

قال لي حزني: أنتظر، وأرجئني قلي ً لا، لأستوعب دهشة الشهقة الأولى للموت.




كان نصه يعلم بأنني أتوق إلى لقاءه، لكنه رحل قبل أن أصبح أنثى اللغة كما أريد وأقوى على ملاحقة نصه، ووجهه.


في كل زيارة لرام الله يقتلني التردد، قدماي تسيران ببطء، خوفا من لقاء حبيب، تضيع اللغة والذاكرة بلقائه، كنت أسير إلى " مقهى الديوان"


لألتقيك وأجلس إليك، بروحي سأتأمل عينيك الخضراوتين ووجهك الصامت أبدا.


الآن فقدت الأمل بلقائك، ألم يكن بوسعك أن تجعل الموت ينتظر قليلا؟!!.


لطالما حننت لقهوة الأم وخبزها، وها قد عدت اليوم لتخلد بين ذراعيها وبين ذرات ترابها لتغطيك بعشب تعمد بدماء أبنائها، عدت الآن محلقا على


جناح قصائدك لتعلو في سماء عكا ويافا عدت لنا الآن لتكون لغة الأرض المفجوعة فيك.


يقولون أنك في غياهب الغياب!!!... أنت الآن حولي، أنت معي وواثقة بأنك لن تفارقني، فقصائدك تحمل لي موج بحرنا الأزرق.


يا سيد الحضرة والغياب، من سيأخذني إلى عكا ويافا وحيفا؟ من سيتسلق قمة الكرمل ليلامس الغيمة البيضاء ويخطها بأسمائنا وتواريخ ميلادنا.


أعشقك وأعشق عمري لأجلك ولأجل أمي، ولهذا لا اودعك فأنت باقٍ ومسكون في أجراس الكنائس وأصوات الآذان، لكنني سأفتقدك كلما ازدادت


الظلمة حولي وكلما اقتربت من هدفي، وأنا الآن سأصبك بحرف النون، حيث تع  ب روحك سورة الرحمن، وأسير صامته على خطوات أجدادنا


ووقع الناي الأزلي حولنا، ولن أضع على التابوت البنفسج، فهو زهر المحيطين، سأضع عليك سبع سنابل خضراء إن وجدت وبعض من شقائق


النعمان، وسأترك زهر الكنائس للكنائس والعرائس.


وفي يوم ما سأمر الى شجرة الخروب بين عكا والبروة، لأتيك بقليل من ترابها، لتترك بلاد الموت وحدها وتعود الي مرة اخرى لننهي معا تدابير


الجنازة في الربيع الهش حيث ولدت.


واعلم أن من لا يحبون الحياة، هم عابرون في كلام عابر، ميتون قبل أن ينال الموت حظه منهم.


وكما أنت كنت وقلت... سأصير يوما ما أريد.


في حضرة الغياب...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق